خروج زلاتان نعمة أم نقمة ؟... كتالونيا تبكي على التفريط في إيتو... و لكن من المذنب ؟

" رحيلي كان بسبب فلسفة غوارديولا " ، هذه الكلمات كانت هي الأولى التي نطق بها زلاتان إبراهيموفيتش في أولى لحظاته كلاعب للميلان الإيطالي ، كلمات قد يكون وقعها كبيرا في الشارع الكتالوني و تجد لها تضاربا كبيرا في الآراء ، فمن الأنصار من سيوجه أصابع الاتهام للسويدي، و منهم من سيوجهها للمدرب بيب في صفقة تعتبر هي الأسوأ في تاريخ النادي الكتالوني.

بعيدا عن هذه الكلمات الصادرة من إبرا، يتساءل الكثيرون، هل خروج اللاعب نعمة أم نقمة ؟

من يقول نعمة ، فهو يطلق العنان لأفكاره مؤكدا على أن المهاجم السويدي ما كان أبدا لاعبا مناسبا لفكر و فلسفة ونظام النادي، لاعب لم يتأقلم مع أسلوب الفريق طيلة موسم كامل ، لاعب ضاعت هيبته الهجومية أمام مرمى الخصوم ، لاعب ليس مفهوما لماذا تعاقد معه النادي بصفقة هي الأغلى في تاريخه و مستغنيا في نفس الوقت عن خدمات مهاجم عالمي كان له دور كبير في بزوغ نجم البارصا من جديد، ألا و هو المهاجم الكاميروني صامويل إيتو.

خروج زلاتان على الأقل سيخلص الفريق من دفع راتبه الكبير الذي قيل أنه وصل إلى 12 مليون يورو، و سيعطي الفرصة لشباب الفريق الثاني لصقل مواهبهم بجانب مجموعة من نجوم العالم في جميع الخطوط.

على الجانب آخر تجد الأنصار و النقاد يقولون أنه ما كان يجب على روسيل و غوارديولا ترك ابراهيموفيتش يرحل و يعتبرون رحيله نقمة عويصة على الفريق ، أصحاب هذا الرأي يثيرون زوبعة من الأفكار السلبية و التشاؤمية حول خط هجوم الفريق المقبل على موسم طويل و صعب، فالمهاجم الجديد ديفيد فيا يمتلك عيبا وحيدا ، و هو تعرضه للإصابات بشكل دوري، و هو ما قد يسبب المشاكل إذا ما حدث و تصادف هذا مع مباراة مصيرية سواء محليا أو خارجيا ، و الفتى الشاب بويان لن يكون المنقذ أمام دفاعات عالمية خاصة في دوري الأبطال.

كل الأرقام تشير إلى أن إبرا كان يمتلك القدرة ليكون المهاجم الأول في برشلونة ، ففي موسمه الأول فقط مع برشلونة سجل (21) هدفا بالرغم من وصوله سن الـ 28 ، وهذا الرقم يفوق عدد الأهداف التي سجلها مع الإنتر في موسمه الأول معهم (15) ، وكذلك يفوق الرقم عدد الأهداف التي سجلها مع اليوفي في موسمه الأول معهم (16).

إذا لماذا تم تجميده مقابل الناشئ بويان الذي سجل الموسم الماضي (12) هدف فقط !!

قد لا يجد عشاق برشلونة تفسيرا سوى أن هنالك خلافا حقيقيا بينه و بين غوارديولا منذ الموسم الماضي، و هذا ما كشفه إبراهيموفيتش للصحافة فقط يوم ما وقع على عقد إعارته للميلان.

هل تصرف إبراهيموفيتش باحترافية ؟

برأي الكثيرين أن أي لاعب في العالم يمتلك أحاسيس و إبراهيموفيتش صمت و صمت و صمت و نطق فقط يوم خروجه ، صحيح أن وكيل أعماله كان سليط اللسان ولكن دكة البدلاء تجعل الأخرس ينطق !


ما الذي يدفع النادي إلى صرف ما يفوق الـ 65 مليون يورو للتعاقد مع لاعب سيبيعه في الموسم التالي مقابل دراهم معدودة !

لماذا فرط غوارديولا في إيتو الذي سجل فقط في موسمه الأخير مع برشلونة (36) هدف !!ألم يكن يستحق إيتو 12 مليونا كراتب سنوي التي طلبها ؟

وبعد أقل من سنة يعير غوارديولا إبرا بـ 24 مليون يورو أي أن النادي خسر 42 مليون يورو !

هي معادلة لا يفهمها الكثيرون... صحيح أن الفريق لا يمكنه توقع المستقبل ، لكن ألا يشعر البرشلونيون بالحسرة على مغادرة الكاميروني إيتو مقابل ما حدث ويصفونه بالنكتة السخيفة ؟ و هناك فرق كبير بين تصريحات الكاميروني و السويدي عند ترك كلاهما البلوغرانا .

قد يكون هناك رأي محايد، يجمع بين الفئتين، فيقول : خروج إبرا نعمة و نقمة في نفس الوقت...



لكن تبقى هذه الأسئلة مطروحة :

ميليتو المدافع الأرجنتيني للفريق تلقى إصابة أبعدته عن الميادين لـ 15 شهرا لكنه لم يرحل ، إذا هل كان يستحق ابراهيموفيتش فرصة أخرى مع البارصا للإثبات أنه صفقة ناجحة ؟

هل يجب الإلقاء باللوم الكامل على مدرب الفريق غوارديولا الذي يحصد نتائج خياراته و آرائه المتقلبة من موسم إلى أخر ؟

يومان فقط يفصلان عن نهاية الميركاتو الصيفي... هل سيندم برشلونة في حالة عدم ضمه لمهاجم آخر يعوض رحيل زلاتان ؟

هل سيتألق إبرا مع ناديه الجديد ميلان... تعود المياه إلى مجاريها و يعود السويدي لبرشلونة بعد انتهاء الإعارة ؟

هي الأيام وحدها من ستحدد الأجوبة المناسبة لهذه الأسئلة المبهمة و المحيرة في ذهن كل مناصر برشلوني.